الجمعة، 14 نوفمبر 2014

علم التخريج وأصول الفقه .. من تغريدات د. أحمد الذروي 📖

علم التخريج فرع من أصول الفقه ، لأنه يبنى عليه .

وعلم أصول الفقه سابق في الوجود الذهني على علم التخريج، إذ التخريج إعمال لما تقرر في أصول الفقه من قواعد أصولية، وثمرة وغاية من علم الأصول، ومكمل له؛ لأن أصول الفقه تهيأ فيه القواعد الأصولية،  وعلم التخريج كيف تستعمل هذه القواعد فيما وضعت له .

والخلاصة أن علم التخريج واسطة العقد بين الأصول والفقه ، لأن الفقيه عندما يقوم بتخريج حادثة لابد من ربطها بالدليل، وهو أصول الفقه ، وعلم الفقه يكون عندئذ  الثمرة المرجوة من التخريج . والله أعلم .


من تغريدات د. أحمد الذروي دكتوراه في أصول الفقه، ومحقق كتاب (المسودة في أصول الفقه ) لآل تيمية . 📖

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

زاد المسافر و طريق السفر ومركبه:

نتكلم عن سفر عظيم وأمر جسيم وهو سفر الهجرة إلى الله ورسوله، فما زاد هذا السفر وما طريقه وما مركبه؟
زاده العلم الموروث من خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم ولا زاد له سواه فمن لم يحصل هذا الزاد فلا يخرج من بيته وليقعد مع الخالفين. 

فرفقاء المتخلف البطالون أكثر من أن يحصوا، فله أسوة بهم، ولن ينفعه هذا التأسي يوم الحسرة شيئا كما قال تعالى: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} فقطع الله سبحانه انتفاعهم بتأسي بعضهم ببعض في العذاب، فإن مصائب الدنيا إذا عمت صارت مسلاة، وتأسى بعض المصابين ببعض 
كما قالت الخنساء
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسي
فهذا الروح الحاصل من التأسي معدوم بين المشتركين في العذاب يوم القيامة.
وأما طريقه: فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع، فلا ينال بالمني، ولن يدرك بالهوينا، وإنما هو كما قيل:
فخض غمرات الموت واسم إلى العلا ... لكي تدرك العز الرفيع الدائم
فلا خير في نفس تخاف من الردى ... ولا همة تصبو إلى لوم لائم
ولا سبيل إلى ركوب هذا الظهر إلا بأمرين:
أحدهما: أن لا يصبو في الحق إلى لوم لائم فان اللوم يصيب الفارس فيصرعه عن فرسه ويجعله صريعا في الأرض.
والثاني: أن تهون عليه نفسه في الله، فيقدم حينئذ ولا يخاف الأهوال فمتى خافت النفس تأخرت وأحجمت وأخلدت إلى الأرض، ولا يتم له هذان الأمران إلا بالصبر، فمن صبر قليلا صارت تلك الأهوال ريحا رخاء في حقه تحمله بنفسها إلى مطلوبه، فبينما هو يخاف منها إذ صارت اعظم أعوانه وخدمه، وهذا أمر لا يعرفه إلا من دخل فيه.
وأما مركبه فصدق اللجأ إلى الله وانقطاع إليه بكليته وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه والضراعة إليه وصدق التوكل والإستعانة به والانطراح بين يديه انطراح المسلوم المكسور الفارغ الذي لاشيء عنده فهو يتطلع إلى قيمه ووليه أن يجده ويلم شعثه، ويمده من فضله ويستره فهذا الذي يرجى له أن يتولى الله هدايته وأن يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها.

الرسالة التبوكية، ابن القيم .. بتصريفٍ يسير 📖

أقسام الخلق في الدعوة النبوية ومنازلهم: قسمان قسم سعيد وقسم شقي.

ذكر النبي ﷺ أقسام الخلائق بالنسبة إلى دعوته وما بعث به من الهدى في قوله 
" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في الدين فنفعه ما بعثني الله به ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به. "
فشبه صلى الله عليه وسلم العلم الذي جاء به بالغيث لأن كلا منهما سبب الحياة، فالغيث سبب حياة الأبدان والعلم سبب حياة القلوب، وشبه القلوب بالأودية كما في قوله تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}
وكما أن الأرضين ثلاثة بالنسبة إلى قبول الغيث.
إحداها: أرض زكية قابلة للشراب والنبات، فإذا أصابها الغيث ارتوت ومنه يثمر النبت من كل زوج بهيج، فذلك مثل القلب الزكي الذكي، فهو يقبل العلم بذكائه فيثمر فيه وجوه الحكم ودين الحق بزكائه فهو قابل للعلم مثمر لموجبه وفقهه وأسرار معادنه، فهو كمثل الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات فهو يكسب بماله ما شاء.

والثانية: أرض صلبة قابلة لثبوت ما فيها وحفظه فهذه تنفع الناس لورودها والسقي منها والازدراع، وهو مثل القلب الحافظ للعلم الذي يحفظه كما سمعه، فلا تصرف فيه ولا استنبط، بل للحفظ المجرد فهو يؤدي كما سمع وهو من القسم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فرب حامل فقه إلى من هو افقه ورب حامل فقه غير فقيه ".
وهو كمثل الغني الذي لا خبرة له بوجوه الربح والمكسب، ولكنه حافظ لما لا يحسن التصرف والتقلب فيه.

والأرض الثالثة: أرض قاع وهو المستوى الذي لا يقبل النبات ولا يمسك ماء، فلو أصابها من المطر ما أصابها لم تنتفع منه بشيء، فهذا مثل القلب الذي لا يقبل العلم والفقه والدراية، وإنما هو بمنزلة الأرض البوار التي لا تنبت ولا تحفظ، وهو مثل الفقير الذي لا مال له ولا يحسن يمسك مالا.
فالأول: عالم معلم وداع إلى الله على بصيرة فهذا من ورثة الرسل.
والثاني: حافظ مؤد لما سمعه فهذا يحمل لغيره ما يتجر به المحمول إليه ويستثمر.
والثالث: لا هذا ولا هذا فهو الذي لم يقبل هدى الله ولم يرفع به رأسا.

الرسالة التبوكية، ابن القيم ٥٦/١ 📖

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

الحذر والتحذير من الشرك وأنواع المعاصي #الدروس_المهمة_لعامة_الأمة 📖

-

 الحذر والتحذير من الشرك وأنواع المعاصي، ومنها: السبع الموبقات (المهلكات) وهي:

الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
ومنها: عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وشهادة الزور، والأيمان الكاذبة، وإيذاء الجار، وظلم الناس في الدماء، والأموال، والأعراض، وشرب المسكر، ولعب القمار- وهو: الميسر- والغيبة، والنميمة، وغير ذلك مما نهى الله عز وجل عنه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم.

الدروس المهمة لعامة الأمة، ابن باز -رحمه الله -📖