الأربعاء، 7 يناير 2015

أحوال الناس مع المحضورات :

-

الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون:
١- فمنهم جاهل بالمحظور أنه محظور، فهذا له نوع عذر.
ومنهم من يظن المحظور مكروها لا محرما، فهذا قريب من الأول، وربما دخل في هذا القسم آدم صلى الله عليه وسلم.
٢- ومنهم من يتناول فيغلط، كما يقال: إن آدم عليه الصلاة والسلام نهي عن شجرة بعينها، فأكل من جنسها لا من عينها!
٣- ومنهم من يعلم التحريم، غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك، فشغله ما رأى عما يعلم.
ولهذا لا يذكر السارق القطع؛ بل يغيب بكليته في نيل الحظ، ولا يذكر راكب الفاحشة الفضيحة ولا الحد؛ لأن ما يرى يذهله عما يعلم.
٤- ومنهم من يعلم الحظر، ويذكره؛ [غير أنه يغتر بالحلم والعفو. وهذا وإن كان صحيحا]؛ غير أن الأخذ بالحزم أولى بالعاقل، كيف، وقد علم أن هذا الملك الحكيم قطع اليد في ربع دينار، وهدم بناء الجسم المحكم بالرجم بالحجارة لالتذاذ ساعة، وخسف، ومسخ، وأغرق ... ؟!

- صيد الخاطر، ابن الجوزي .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية