الخميس، 18 فبراير 2016

من أول من ألف علم الأصول؟ | من تغريدات د. أحمد الذروي

يكثر السؤال من أول من ألف علم الأصول؟
نقول إن أول من ألف علم الأصول (في الكتب) الإمام الشافعي، ألف فيه كتاب الرسالة الذي أرسل به إلى عبد الرحمن بن مهدي ، والشافعي لم يسم الرسالة بهذا الاسم ، إنما يسميها الكتاب ، أو يقول كتابي ، أو كتابنا ، وكذلك يقول في كتاب جماع العلم مشيرا إلى الرسالة ، وفيما وصفنا ههنا ، وفي الكتاب قبل هذا . انتهى من الأم ج٧ ص ٢٥٣ .

والإمام الحافظ عبد الرحمن بن مهدي هو أول من ألف في مختلف الحديث .
وقد قال فيه الإمام الشافعي لا أعرف له نظيرا في الدنيا .
وقال ابن مهدي عن الشافعي ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها .
وقال الزركشي في البحر المحيط ج١ ص ٧ ، بتحقيق د. التامر .
"الشافعي أول من (صنف) في أصول الفقه، صنف فيه كتاب الرسالة، وكتاب أحكام القرآن، واختلاف الحديث، وإبطال الاستحسان، وكتاب جماع العلم، وكتاب القياس الذي ذكر فيه تضليل المعتزلة، ورجوعه عن قبول شهادتهم، ثم تبعه المصنفون في الأصول" . انتهى .

وقال الرازي في مناقب الشافعي "اتفق الناس على أن أول من صنف في هذا العلم - إي أصول الفقه - الشافعي، وهو الذي رتب أبوابه" .

والنقول في هذا الموضوع كثيرة ، يراجع مقدمة ابن خلدون ص ٤٥٥ ، ومناقب الشافعي للرازي ص ٥٦ ، التمهيد للإسنوي ص ٤١ ، معجم الأدباء لياقوت ج١٧ص٣.٤
أصول الفقه لأبي زهرة ص ١٤ ، التمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبد الرزاق ص ٢٣٣ ، الفتح المبين لعبد الله المراغي ج١ ص ٦- ٩ ، ١٣٣ .


والإمام الشافعي له مؤلفات في غير أصول الفقه، منها الأم في الفقه، واختلاف مالك والشافعي، وكتاب السبق والرمي، وكتاب فضائل قريش، والإملاء الصغير، والمبسوط في الفقه رواه عنه الربيع بن سليمان، والزعفراني، وكتاب الرد على محمد بن الحسن الشيباني .

وكان يُدرس بجامع عمرو بن العاص، في مصر، يجلس بعد صلاة الصبح لتدريس علوم القرآن، فإذا طلعت الشمس انصرف طلاب علوم القرآن عنه، وجاءه طلاب علوم الحديث، فإذا ارتفعت الشمس انصرفوا عنه، وحضر المتناظرون بين يديه، ثم يجئ بعدهم أهل العربية والعروض والشعر والنحو ولا يزالون معه إلى قرب منتصف النهار، ثم ينصرف من المسجد ومعه خواص تلاميذه كمحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والربيع بن سليمان الجيزي ، واسماعيل بن يحي المزني .

وقد صار كل واحد من هؤلاء علما من أعلام الهدى ، ومنارا يهتدى به ، وقد ترك كل منهم آثارا علمية ، هي ذخائر في الفقه والعلوم الشرعية . يراجع اسماء مؤلفاتهم في كتب التراجم .

وفي قصيدة أبي حيان التي امتدح بها الإمام الشافعي ، أنه الذي استنبط علم الأصول ، وأنه الذي يقول بتخصيص العموم ببدل البعض . والله أعلم .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية