الجمعة، 12 فبراير 2016

#البحر_المحيط_لأبي_حيان الأندلسي 📝

يسر الله لنا جمع تغريدات نافعة عن تفسير #البحر_المحيط_لأبي_حيان الأندلسي، من حساب الأستاذ أحمد بن علي الحذيفي - @aalhodhifi - حفظه الله . 
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها ..

التغريدات على ثلاثة أقسام:
- عن شخصية أبي حيان العلمية
- عن منهجه في تفسيره عموماً
- عن جوانب التميز في تفسيره

وختم كل قسم منها بإضاءات منهجية
ثم ذُيل بالإجابة على تساؤلات متكررة، كذكر طبعاته، وهل هو للمبتدئ أو المتوسط أو المنتهي؟ 

القسم الأول: عن شخصيته وحياته:
١- أبو حيان شخصية علمية مكتملة البناء العلمي، فهو متنوع العلوم والمعارف، لكنه كان مبرِّزاً في القراءات وعلوم العربية - ولا سيما الأدب والنحو والتصريف -، وقد ذكر السيوطي في بغية الوعاة أن اعتماده في كتابه (جمع الجوامع) على (التذييل والتكميل)  و(ارتشاف الضّرَب)، وذكر أنه لم يؤلَّف في العربية أعظم منهما ولا أحصى للخلاف والأحوال، وكان كذلك عالماً بالأصلَين (أصول الدين وأصول الفقه) والحديث والفقه والتفسير، فجَمَع بين العلوم النقلية والعقلية، ولهذا أثره في تفسيره، كما سيأتي في الإضاءات 

٢- تخمّرت شخصيته ودُفِنتْ بذرة قريحته حتى تم نتاجها، فلم يستعجل التصدّر، حيث أقام في الأندلس زمناً حتى قام بنيان علمه على سوقه، ثم رحل يطوف للسماع والتلقي إلى أن استقر الـمُقام به في حاضرة العالم الإسلامي يومئذ (القاهرة)، ومع ذلك مكث بها مدةً يستزيد من العلم والدرس على الأشياخ 

٣- كان متنوع المصادر في التلقي عن المشايخ، بل مُكثِراً، فبلغ عدد من سمع منهم خمسمائة، وأربى عدد من أجازوه على الألف.

٤- يظهر أنه نشأ على المذهب المالكي -كغالب أهل الأندلس- ثم تمذهب بالمذهب الظاهري وتعلّق به، وحين انتقل لمصر تمذهب بمذهب الشافعي لأنه السائد

٥- أما مؤلفاته فنصّ على ٤٦ منها أتمّها، و٧ لم يتمّها، وذكر بعضهم أن مؤلفاته بلغت ٦٦ مؤلَّفاً، منها المطبوع ومنها المخطوط ومنها المفقود .

٦- توفي عام ٧٤٥هـ في القاهرة وقد ناهز ٩١ عاماً، وكانت جنازته مشهودة، وصُلّي عليه صلاة الغائب بالجامع الأموي بدمشق (فك الله أسره من النصيرية)

* إضاءات منهجية:
١- دراسة شخصية المؤلِّف لها أهمية كبرى من نواحي والذي يهمنا منها أنها تكشف جوانب الإبداع العلمي لديه وعلوم التخصص، ومن كان من العلماء معروفاً بتحقيقه لعلمٍ ما كانت كتبه في ذلك العلم حقيقةً بالعناية والاحتفال، ولا شك أنه سوف يفرغ وعاء صدره في كتابه، وعلم التفسير دراسة تطبيقية لعلوم العربية لكون أغلب مادة التفسير العلمية تنبثق من علوم اللسان العربي، وأبو حيان سيبويه عصره .

٢- اتساع دائرة علوم المفسر يفتح آفاقاً رحبة في علم التفسير، لأن ركنيَه: الرواية والدراية، ولا يُغني أحدهما عن الآخر، وأبو حيان جمع بينهما ولذلك غالب من جاء بعد شيخ المفسرين (الإمام محمد بن جرير الطبري) قصُر عن مرتبته لتميزه في جانبَي الرواية والدراية فقد سبق سبْقاً بعيداً .

٣- تأخير تصنيف تفسيره له أهمية كبرى، حيث صنفه بعد أن قارب الستين، وهي مرحلة عمرية متأخرة، نضجت فيها الملَكات وتكاملت الأدوات

٤- الناظر في ترجمته يجد أنه ابتدأ طلب العلم بحفظ القرآن وتلقيه وعرضه بالقراءات، وتلقي علوم العربية وحفظ كثير من أشعار العرب وأدبهم، وهنا أنبّه إلى أن البداءة في الطلب بإتقان القرآن حفظاً وتلقياً وعرضاً ثم إذكاء فتيل الذهن وتثقيف اللسان وشحذ سنانه بعلوم العربية هي البداية الصحيحة في الطلب، وهي من مؤشرات النبوغ المبكر والسير في طريق صحيح، ومن تنكّب ذلك كان بنيانه العلمي ظاهر الخلل إلى أمد بعيد .

٥- تمذهبه بالمذهب الشافعي -لكونه مذهبَ أهل البلد- حين قَدِم مصر دليلٌ على فقهه وبُعد نظره وحكمته، حيث ينبغي عدم مصادمة الناس فيما يحتمله الاجتهاد والنظر، مع أنه لم يزل متعلقاً بالمذهب الظاهري، حيث نُقل عنه -كما في الدرر الكامنة وبغية الوعاة- قوله: (مُحالٌ أن يرجع عن مذهب الظاهر من عَلِق بذهنه)، وهذا كله يشير لحكمته وأخذه من مذهب أهل الظاهر التعلق بالدليل دون فظاظة اللفظ وغلظ الطبع (كما يُعرف عن كثير منهم) .

٦- وعوداً على المذهب الظاهري فإن نشأته عليه كوّنتْ لديه شخصية استقلالية نظرها طامح للدليل وليس المستدل، ولذلك فهو من العلماء الناقدين وليس من الرواة الناقلين، كما أنه لم يكن من الجفاة الناقمين. 


التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية